افتتاح أول مركز عام للعلاج الإشعاعي في النيجر
Omar Yusuf
بعد أكثر من عقد من التحضيرات المدعومة من الوكالة، أدخلت النيجر في الخدمة أول مرفق عام للعلاج الإشعاعي في عام 2021، مما يمثل معلماً هاماً على طريق كفاح ذلك البلد في مواجهة السرطان.
وقال مالام أباري مصطفى، المدير العام للمركز الوطني لعلاج السرطان في العاصمة نيامي، إنَّه منذ بدء تقديم العلاج في تشرين الثاني/نوفمبر من العام الماضي، تلقى أكثر من 15 مريضاً بالسرطان العلاج باستخدام تكنولوجيات العلاج بالكوبالت في المرفق الإشعاعي التابع للمركز.
وهناك ما يقرب من 000 10 حالة سرطان جديدة في النيجر كل عام، وأكثر من 50 في المائة من المرضى سيستفيدون من العلاج الإشعاعي كجزء من علاجهم، بما في ذلك الحالات التي شُخِّصت إصابتها بسرطان الثدي وعنق الرحم والرئة، وهي أكثر أنواع السرطانات شيوعاً في البلد.
وقال شوكت عبد الرزاق، مدير شعبة أفريقيا في إدارة التعاون التقني بالوكالة: "إنَّ تلبية الاحتياج المتزايد لخدمات السرطان هو مسعى معقد للغاية، لا سيما في أفريقيا، حيث الرعاية محدودة بالفعل. ومع ذلك، فإنَّ إطلاق المرفق التابع للمركز الوطني لعلاج السرطان يدل على أنه يمكن القيام بذلك. وعلى الرغم من التحديات الإضافية التي فرضتها جائحة كوفيد-19 على هذه العملية، ظلَّت الوكالة على اتصال وثيق مع الجهات المناظرة في النيجر لتوفير معدات العلاج الإشعاعي والتدريبات المتخصصة التي تشتد الحاجة إليها، ونحن نخطط لمواصلة هذا الدعم الوثيق".
وفي أفريقيا، لا يزال هناك 23 بلداً لا توجد لديها أي أجهزة للعلاج الإشعاعي، وفقاً لدليل مراكز العلاج الإشعاعي الصادر عن الوكالة. ولم تعد النيجر الآن من بين هذه البلدان.
وقبل بدء تشغيل جهاز العلاج الإشعاعي، لم تكن هناك خدمات عامة لعلاج السرطان متاحة في النيجر، باستثناء قدر محدود من خدمات العلاج الكيميائي، التي تؤدي دوراً مكملاً للعلاج الإشعاعي ولكنها لا تحل محله. وفي حين كان بعض المرضى يتمكنون من تلقي العلاج في الخارج، فإن التكاليف المرتبطة بالسفر الدولي والعلاج كانت باهظة بالنسبة لغالبية الآلاف من مرضى السرطان الجدد الذين تُشخَّص إصابتهم به كل عام.
طريق النيجر إلى العلاج الإشعاعي
يستغرق إنشاء مركز للعلاج الإشعاعي بعض الوقت، ولم يكن المرفق التابع للمركز الوطني لعلاج السرطان استثناء من هذه القاعدة. وقبل إنشاء مركز للعلاج الإشعاعي، يحتاج البلد إلى إرساء بنية أساسية رقابية تكفل الاستخدام المأمون والآمن للمصادر المشعة، بما في ذلك التصرف في هذه المصادر فور التوقف عن استخدامها. وتحتاج البلدان إلى وضع إطار قانوني وإنشاء هيئة رقابية واكتساب الخبرة في مجال الوقاية من الإشعاعات. ويحتاج مركز العلاج الإشعاعي إلى الحصول على ترخيص من الهيئة الرقابية بمجرد التثبُّت من أنه مأمون. وفي الوقت نفسه، يحتاج الموظفون الذين سيعملون لدى المركز في المستقبل إلى التدريب واكتساب الخبرة، وغالباً ما يكون ذلك في مرفق مماثل في بلد آخر.
وبعد الاضطلاع ببعثات خبراء وتشييد قبوين لإيواء آلات العلاج الإشعاعي وتوفير التدريع لها، نظَّمت الوكالة تدريباً لفائدة 12 أخصائيًّا، بما في ذلك أخصائيون في مجال العلاج الإشعاعي للأورام وفيزيائيون طبيون وخبراء بتكنولوجيا العلاج الإشعاعي. وفي أيلول/سبتمبر 2020، يسَّرت الوكالة تسليم المكونات النهائية للمرفق في خضم الإغلاق الذي فرضته جائحة كوفيد-19. وبالإضافة إلى أنشطة بناء القدرات وشراء المعدات، قدَّمت الوكالة الدعم التقني لعملية ترخيص مركز العلاج الإشعاعي التابع للمركز الوطني لعلاج السرطان - وهي عنصر رئيسي في عملية الإدخال في الخدمة.
وقال وزير الصحة العامة والسكان والشؤون الاجتماعية، السيد عيدي ميناسارا: "ساهمت الوكالة في تصميم مبنى المركز؛ وتسهيل شراء المعدات وتسليمها وتركيبها؛ ودعم التدريب الأساسي والمستمر للموظفين".
ولدى الحكومة خطط لمواصلة تطوير الخدمات العامة المتعلقة بعلاج السرطان في البلد.
واختتم مصطفى حديثه قائلاً: "بعد تركيب وتشغيل جهاز الكوبالت هذا، ستركِّز خططنا الرامية إلى توسيع خدمات المركز الوطني لعلاج السرطان على اقتناء وتركيب معجل خطي، وإرساء العلاج بالتشعيع الداخلي والعلاج الإشعاعي الأيضي، وزيادة تعزيز تدريب موظفينا وقدراتهم".