بغية إرساء نظم فعالة لمراقبة الأغذية، يجب أن تتمتع الهيئات والمختبرات الرقابية في الدول الأعضاء بالقدرة على تطبيق مخططات أخذ العينات والأساليب التحليلية السليمة. ونحن نركِّز جهودنا في هذا الصدد على وضع أساليب أخذ العينات والأساليب التحليلية بغرض نقلها إلى المختبرات الرقابية والبحثية في الدول الأعضاء.
التحليل وأخذ العينات
بغية ضمان سلامة السلع الغذائية وجودتها، تحتاج الدول الأعضاء إلى وجود نظم لمراقبة الأغذية وهيئات رقابية ومختبرات وطنية تتسم بالفعالية. ويجب أن تتوفَّر لهذه النظم والهيئات والمختبرات بدورها البنية الأساسية الملائمة والموظفون المؤهلون والقدرة على تطبيق مخططات أخذ العينات وأساليب التحليل السليمة.
وبالاشتراك مع الفاو، تساعد الوكالة الدول الأعضاء على تنمية قدراتها فيما يخصُّ تطبيق تلك المخططات والأساليب، من أجل ضمان أن تكون الممارسات المتَّبعة في مجالي سلامة الأغذية و أمان البيئة داعمة لتكثيف إنتاج المحاصيل وللمحافظة على الموارد الطبيعية.
وضع المعايير لأغراض التحليل وأخذ العينات في المختبرات
تحتاج الدول الأعضاء إلى أن تكون لديها أساليب تحليلية ملائمة ومُثبَتة الصحة يمكن أن تطبِّقها مختبراتها لدعم نظم تعقُّب أثر الأغذية، وتيسير اختبار صحة هوية الأغذية بهدف مكافحة الاحتيال في هذا المجال، والكشف عن الملوثات في الأغذية والبيئة، مثل مخلفات العقاقير البيطرية أو مبيدات الآفات، والسموم الطبيعية، مثل السموم الفطرية، وقياس كمياتها.
وبغية ضمان أن تكون نتائج التحاليل التي تضطلع بها المختبرات ذات دلالة، يتعيَّن أن تكون خطط وإجراءات أخذ العينات ملائمة ومثبتة الصحة فيما يخصُّ الغرض المنشود منها. ففي مجال التحكم الرقابي، على سبيل المثال، من المهم أن يكون من الممكن تقدير المستويات الحقيقية للملوثات في السلع الغذائية تقديراً دقيقاً بحيث يمكن اتِّخاذ قرارات صحيحة بشأن مدى ملاءمتها للاستهلاك. ولا يمكن تحقيق ذلك إلا عن طريق جمع عينات تمثِّل الأغذية المعنية تمثيلاً حقيقيًّا.
وتعمل هيئة الدستور الغذائي، وهي هيئة أنشأتها الفاو ومنظمة الصحة العالمية في عام ١٩٦٣ من أجل وضع معايير دولية منسَّقة للأغذية، على وضع معايير ومبادئ توجيهية بشأن تطبيق الأساليب التحليلية وخطط أخذ العينات لأغراض مراقبة مخلفات مبيدات الآفات والعقاقير البيطرية، ولأغراض مسائل أخرى تتعلق بسلامة الأغذية وصحة هويتها وقابليتها للتعقُّب. ويشتمل نظام المعلومات عن الملوثات والمخلفات في الأغذية الذي تتعهَّده الشعبة المشتركة بين الفاو والوكالة لاستخدام التقنيات النووية في الأغذية والزراعة على جملة من قواعد البيانات منها قواعد بيانات للأساليب التحليلية تدعم الدول الأعضاء في الامتثال للمبادئ التوجيهية التي تضعها هيئة الدستور الغذائي.
ونحن نعمل على تطوير الأساليب التحليلية وتكييفها والتثبُّت من صحتها بحيث يمكن أن تطبِّقها المختبرات الرقابية والبحثية في الدول الأعضاء. وتشمل التقنيات التي تُطبَّق بهدف تعقُّب الملوثات في الأغذية والتحقُّق من صحة هوية الأغذية أخذ القياسات باستخدام النظائر المستقرة، وتحديد البصمات الكيميائية، والتوصيف على أساس العناصر النزرة. وبهدف التمكين من اختبار صحة هوية الأغذية في الموقع، نعمل على تطوير أساليب للفحص بالاستعانة بأجهزة محمولة باليدِّ أو نقَّالة لأغراض الاستعمال الميداني.
وتُستخدم الأساليب التي تكشف عن مخلفات متعددة أو ملوثات متعددة، متى أمكن ذلك، عند تحليل ملوثات الأغذية، بالنظر إلى أنَّ تلك الأساليب تكفل الفعالية من حيث التكلفة وتفي في الوقت نفسه بمتطلبات الأداء اللازمة لاستخدامها كأساليب رقابية تيسيراً للتجارة الدولية. وتُدرج المركَّبات الموسومة بالنظائر المستقرة كمعايير داخلية بهدف تحسين دقة وصحة الأساليب المتبعة من أجل الوفاء بالمعايير الدولية.