You are here

إعادة تدوير المصادر المشعة لعلاج السرطان: مبادرة الوكالة الدولية للطاقة الذرية تواصل العطاء

,

فاليريا كوتشيا، خبيرة تكنولوجيا في مركز تطوير التكنولوجيا النووية في البرازيل، تتعامل مع كبسولة تحتوي على مصدر راديوم-226 خلال عملية إعادة تغليف. (الصورة من: مركز تطوير التكنولوجيا النووية)

نفَّذ مشروع للوكالة ما يقرب من اثنتي عشرة عملية نقل دولية لمصادر الراديوم المهملة من أجل استخدامها في علاج السرطان حتى الآن.  

وأتمت تونس، من خلال العمل في شراكة مع الوكالة، نقل أكثر من 100 مصدر راديوم مهمل إلى الولايات المتحدة الشهر الماضي من خلال المبادرة العالمية للتصرف في الراديوم-226، حيث سيُعاد تدويرها لدعم علاجات السرطان المتقدمة. وتعد البرازيل في مراحل الإعداد النهائية لنقل ما يقرب من 400 مصدر. 

وتساعد المبادرة العالمية للتصرف في الراديوم-226، التي أُطلقت في عام 2021، على إقامة علاقات تعاونية بين الجهات الحائزة لمصادر الراديوم القديمة والمنظمات القادرة على تحويلها إلى مستحضرات صيدلانية إشعاعية قيِّمة. كما يشمل الدعم الذي تقدمه الوكالة من خلال هذه المبادرة المساعدة على جرد المصادر وتحديد خصائصها وتكييفها ورصد الإشعاعات الناجمة عنها.   

وصرحت أولينا ميكولايشوك، مديرة شعبة دورة الوقود النووي وتكنولوجيا النفايات في الوكالة، قائلة: "لقد شهدنا اهتماماً وتفانياً كبيراً من الأفرقة الوطنية المُشارِكة في عمليات نقل الراديوم-226 من أجل الانضمام إلى المبادرة العالمية للتصرف في الراديوم-226 التي أطلقتها الوكالة والاستفادة من الدعم الذي تقدمه. ويسهم تعاون هذه الأفرقة والتزام السلطات الوطنية في وضع ممارسات أمان وأمن راسخة للتعامل مع مصادر الراديوم المهملة." 

استخدام مصادر قديمة في تطبيقات جديدة

بعد اكتشاف ماري سكلودوفسكا كوري وبيير كوري للراديوم في مطلع القرن العشرين، استُخدم الراديوم لعقود في تطبيقات مثل العلاج الإشعاعي والتشعيع الداخلي، ولكن جرى التخلص منه بشكل كبير تدريجياً في الوقت الحالي واستُخدمت بدلاً منه نظائر مشعة أكثر أماناً وفعالية.  

وتوجد مصادر الراديوم المهملة في عشرات البلدان في جميع أنحاء العالم، وهي مخزنة بأمان ولكنها غير مستخدمة. وهناك نحو 80 بلداً مشاركاً في هذه المبادرة لأنها بلدان تملك هذه المصادر القديمة، وهي تعمل مع منظمات يمكنها تحويل الراديوم-226 إلى أكتينيوم-225، وهو نظير مشع نادر للغاية يُستخدم في علاج السرطان المستهدف بأشعة ألفا.  

وفي الشهر الماضي في البرازيل، تولَّى فريق مؤلف من موظفين من مركز تطوير التكنولوجيا النووية بالبلد وشركة أمريكية للمستحضرات الصيدلانية الإشعاعية تكييف 397 مصدراً من مصادر الراديوم-226 استعداداً لشحنها إلى الولايات المتحدة، ومن المقرر شحنها في آب/أغسطس. ومن بين هذه المصادر، هناك ثلاثة مصادر راديوم تبرعت بها ماري سكلودوفسكا كوري، حيث قدمتها، أثناء زيارتها، إلى مستشفى جامعي لإجراء بحوث عليها، وذلك قبل أكثر من 80 عاماً. وبمجرد نقل هذه المصادر إلى الولايات المتحدة، فإنها ستساهم بشكل كبير في زيادة مواد التلقيم اللازمة لإنتاج الأكتينيوم-225 المستخدم في تحسين علاج السرطان على مستوى العالم.     

وصرح فرانشيسكو روندينلي، المدير العام للهيئة الوطنية للطاقة النووية في البرازيل، قائلاً: "أُثني على مركز تطوير التكنولوجيا النووية لعمله المتسم بالمهنية وقيادته نحو تحقيق هذا المسعى البالغ الأهمية. وكما جرى في العمليات السابقة المُنفَّذة في جميع أنحاء أمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي، قدَّم فريقنا الماهر مساهمة جوهرية في معالجة الموروثات المشعة من المصادر الطويلة العمر المنتِجة للغاز، بما فيها "الآثار" التي قدَّمتها السيدة كوري. وتوفر هذه الجهود أيضاً مواد خام قيِّمة لإنتاج أدوات جديدة لعلاج السرطان. وهذا هو جوهر الاقتصاد الدائري في التطبيقات النووية."  

ماريا سكلودوفسكا كوري (السادسة من جهة اليمين) خلال زيارتها في عام 1926 لمعهد ميناس جيرايس للراديوم (يُطلق عليه الآن مستشفى بورخيس دا كوستا)، عندما تبرعت بثلاثة مصادر راديوم مكَّنت من إجراء أبحاث مهمة في البرازيل وخارجها. (الصورة من: المركز الطبي التذكاري التابع لجامعة ميناس جيرايس الاتحادية).

التنسيق من أجل تحقيق النجاح

نقلت تونس أيضاً في شهر حزيران/يونيه 50 إبرة وأنبوباً للتشعيع الداخلي من معهد الأورام في تونس، فضلاً عن 75 رقاقة كانت تُستخدم سابقاً في مانعات الصواعق. وعلى غرار جميع عمليات النقل السابقة، أُجريت عملية النقل في تونس وفقاً لبروتوكولات أمان صارمة، ولم يُكشف عن وجود أي تلوث طوال العملية.  

وقالت لطيفة بن عمران، المديرة العامة للمركز الوطني للحماية من الأشعة في تونس: "وُضِعَت الاستراتيجية التشغيلية بناءً على الخبرة المكتسبة من إزالة ستة مصادر مهملة من الكُوبلت-60 وإعادتها إلى موطنها في الفترة من عام 2022 إلى عام 2024 بدعم من مكتب الأمن الإشعاعي التابع لوزارة الطاقة في الولايات المتحدة. وأُجريت هذه العملية لنقل مصادر الراديوم-226 بنجاح بفضل التنسيق الفعَّال بين عدة منظمات، بما فيها المركز الوطني للحماية من الأشعة، ووزارة الصحة، وشركة محلية للخدمات اللوجستية والنقل، وموظفو الجمارك والمطارات، والوكالة الدولية للطاقة الذرية." 

ومن المقرر إجراء العديد من عمليات النقل الأخرى في عام 2025 من بلدان تشمل إندونيسيا والجمهورية الدومينيكية وزمبابوي وغواتيمالا والفلبين وكرواتيا ولبنان وماليزيا وهندوراس واليونان.

للتواصل معنا

الرسالة الإخبارية