اختتم المؤتمر العام للوكالة دورته السنوية السادسة والستين بقرارات اعتُمدت بشأن الأمان النووي والإشعاعي، والأمن النووي، وتعزيز فعالية ضمانات الوكالة وتحسين كفاءتها، وتعزيز عمل الوكالة في مجالات العلوم والتكنولوجيا النووية وتطبيقاتها، وكذلك أنشطتها في مجال التعاون التقني.
والمؤتمر العام، الذي يعقد سنويا في فيينا، هو الجهاز الأعلى لاتخاذ القرارات في الوكالة وهو ينظر في المسائل المتعلقة بعمل الوكالة الجاري وبميزانيتها وأولوياتها. وفي هذا العام، شارك في المؤتمر بحضور شخصي أكثر من 2500 مشارك، وشمل ذلك مندوبين من 153 دولة من الدول الأعضاء في الوكالة البالغ عددها 175 دولة، ومن منظمات دولية ومنظمات غير حكومية ووسائل الإعلام.
وقال المدير العام للوكالة، السيد رافائيل ماريانو غروسي، في كلمته الافتتاحية يوم الاثنين، إن الوكالة تساعد البلدان على التصدي لبعض أكبر التحديات العالمية اليوم – وهي أن الدول الأعضاء تسخر مزايا العلوم والتكنولوجيا النووية من أجل الاستعداد بشكل أفضل لتفشي الأمراض الحيوانية المصدر المقبلة؛ وللتخفيف من حدة تغير المناخ والتكيف معه؛ وتحسين الأمن الغذائي والمائي؛ ومكافحة السرطان؛ وتنظيف المحيطات.
وشدد السيد غروسي على أن موضوع الأمان والأمن النوويين في أوكرانيا هو من الأولويات العليا بالنسبة للوكالة، وأن القصف قد عرَّض محطة رابوريجيا للقوى النووية في أوكرانيا للخطر وأدى مراراً وتكراراً إلى قطع إمداداتها الخارجية من القوى. وقد اقترح المدير العام ضمان السلامة المادية للمحطة عن طريق إنشاء منطقة لحماية الأمان والأمن النوويين في أقرب وقت ممكن. وقد حظي هذا الاقتراح بدعم دولي قوي.
وسلط السيد غروسي الضوء في كلمته على دور الطاقة النووية في مساعدة البلدان على تلبية احتياجاتها من الطاقة وفي معالجة 'الأزمة الوجودية' لتغير المناخ. وقال إن أزمة المناخ وأزمة الطاقة دفعتا المزيد من البلدان إلى النظر إلى القوى النووية كجزء من الحل، وقد قامت الوكالة برفع سقف توقعاتها السنوية بشأن النمو المحتمل لقدرة القوى النووية حتى عام 2050. وفي الشهرين المقبلين، ستستضيف الوكالة مع الولايات المتحدة المؤتمر الوزاري الدولي بشأن القوى النووية في القرن الحادي والعشرين، في واشنطن العاصمة، وستشارك في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP27) في شرم الشيخ بمصر.
وتحدث السيد غروسي أيضا عن العديد من مبادرات الوكالة، ومنها مبادرة أشعة الأمل، لدعم البلدان في زيادة إمكانية الحصول على رعاية مرضى السرطان؛ ومبادرة نوتيك لمكافحة التلوث بالمواد البلاستيكية، من أجل مساعدة البلدان على إعادة تدوير التلوث البلاستيكي وتعقب أثره. وسلط الضوء على التطورات التي طرأت على برنامج الوكالة للتعاون التقني والتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) من أجل معالجة قضايا الأمن الغذائي، فضلا عن أنشطة عدم الانتشار الجارية في مجال الضمانات النووية.
ووافق المؤتمر العام على البيانات المالية للوكالة لعام 2021 وعلى ميزانية عام 2023.
وستسترشد الوكالة بقراراتها ومقرَّراتها في تنفيذ الأنشطة خلال السنة المقبلة. وستُنشر القرارات والمقررات هنا كلما أصبحت متاحة.
وبحلول نهاية الدورة السادسة والستين للمؤتمر العام، كانت 87 دولة عضواً قد عقدت تعهدات لصندوق التعاون التقني لعام 2023. وبلغ المبلغ الإجمالي المتعهَّد به مقابل المبلغ المستهدف لصندوق التعاون التقني لعام 2023 ما مقداره 492.00 878 32 يورو، بما يمثل 35.51 في المائة من المبلغ المستهدف - وهي أعلى نسبة وأعلى مبلغ من التعهدات المسجلة في نهاية أي مؤتمر عام.
وانتخبَ المؤتمر العام أحدَ عشر بلداً كأعضاء جُدد في مجلس محافظي الوكالة الذي يتألَّف من 35 عضواً، وذلك عن الفترة 2022-2023. وأعضاء المجلس المنتخبون حديثا هم البرازيل وبلغاريا وكوستاريكا والدانمرك وكينيا وناميبيا وقطر والمملكة العربية السعودية وسنغافورة وتركيا وأوروغواي.
