غير أن الصنف الجديد من محصول الأرز يتمتع بالقدرة على تحمل درجات حرارة أعلى، فضلا عن قصر الفترة التي يستغرقها نمو المحصول والتي تتراوح بين 110 أيام و 120 يوماً مقارنة بفترة نمو الأصناف التقليدية والتي تتراوح بين 140 و150 يوماً. ويؤدي تقصير فترة الزراعة إلى إفساح المجال أمام زراعة محاصيل وخضروات أخرى. وينتج الصنف الجديد ما يقرب من 7 أطنان من الأرز لكل هكتار - أي بزيادة تقترب من 75 في المائة مقارنة بالمتوسط العالمي للغلة.
واستخدم معهد بنغلاديش للزراعة النووية أيضاً تقنية الاستيلاد الطفري للنباتات لاستحداث أصناف متحملة للملوحة من محصول الأرز، مما يعطي الأمل للمزارعين المتضررين من ملوحة التربة وتدهورها في المناطق الساحلية. وهناك صنفان مقاومان للملوحة صارا متاحين بالفعل، ويمكن الآن زراعة ما يتراوح بين 40 و50 في المائة من الأراضي التي كانت بوراً من قبل، مما يعزز الأمن الغذائي ويحسن دخل المزارعين.
وقال السيد دينغ جي، مدير شعبة آسيا والمحيط الهادئ بإدارة التعاون التقني في الوكالة: "تعمل الوكالة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ على دعم البلدان في تطبيق الحلول القائمة على التقنيات النووية لحل المشاكل الناجمة عن الظروف المناخية المتغيرة. ومن خلال العلوم والتكنولوجيا النووية، تدعم الوكالة بنغلاديش في تحسين غلات محاصيلها وتساعدها على ضمان الأمن الغذائي".
والاستيلاد الطفري للنباتات هو تقنية نووية تنطوي على تعريض بذور النباتات أو فسائلها أو أوراقها لإشعاعات مثل أشعة غاما، مما يسرع العملية الطبيعية التي تؤدي إلى حدوث الطفرات في المحاصيل. وبعد ذلك تُستنبت أجزاء النبات المشععة، لتتكاثر وتُفرز على أساس السمات المفيدة الناتجة عن الطفرات.
وتساعد الأصناف الجديدة على توفير الغذاء لسكان بنغلاديش البالغ عددهم 165 مليون نسمة، والذين يعاني ثلثهم تقريباً من انعدام الأمن الغذائي. وقد مكنت هذه الأصناف بنغلاديش من الحفاظ على مكانتها كرابع أكبر منتج ومستهلك للأرز في العالم.