سؤال: تطغي قضية تغير المناخ على العديد من القرارات. كيف تؤثر أزمة المناخ على نهج الصحة الواحدة وعلى جهود مكافحة تفشي الأمراض الحيوانية المصدر؟
جواب: يزيد تغير المناخ من تواتر ظهور الأمراض، فيؤثر ذلك على الأنظمة الصحية. كما يزيد تغير المناخ من وتيرة الظواهر الجوية المتطرفة، التي تؤثر بشكل مباشر على صحة الحيوان. فقد أثرت درجات الحرارة المتزايدة، على سبيل المثال، على التوزيع الجغرافي والزمني لنواقل الأمراض، مثل البعوض والقراد، المسؤولة عن انتقال الأمراض المنقولة بالنواقل.
ومن الممكن أن تدفع خسارة الموائل بسبب تغير المناخ، فضلا عن الأنشطة البشرية مثل التعدين والزراعة وإزالة الغابات، الحياة البرية إلى مناطق جديدة. ويمكن أن يؤدي اقتراب المستوطنات البشرية أو المواشي من الحياة البرية إلى انتقال مسببات الأمراض. وتحتاج البلدان إلى بناء قدرات لمراقبة الأمراض لدى كل من البشر والحيوانات والالتزام بتحسين إدارة صحة الحياة البرية لضمان سلامة الحياة البرية ونظمها الإيكولوجية.
سؤال: سلطت جائحة كوفيد-19 الضوء على نقاط الضعف في قدرة البلدان على اكتشاف الأوبئة الحيوانية المصدر والسيطرة عليها. فكيف تستطيع الدول أن تستعد على نحو أفضل لتفشي الأمراض في المستقبل؟
جواب: ينبغي أن يشمل التثقيف بالصحة البشرية وصحة الحيوان دراسة نهج الصحة الواحدة نظرياً وعملياً على حد سواء. وفيما بعد الدراسة الجامعية، ينبغي للمهنيين الصحيين والقادة أن يشاركوا في التدريب والمبادرات التي تشجع التعاون المتعدد القطاعات بشأن مراقبة الأمراض والكشف عنها.
ويساعد إطار الصحة للحياة البرية التابع للمنظمة العالمية لصحة الحيوان في الحد من تأثير الأمراض على الصحة العامة، وصحة الماشية وحيوانات الحياة البرية، في حين يحافظ على خدمات النظم الإيكولوجية التي توفرها الحياة البرية. ومن خلال هذا الإطار، يطلب إلى صناع القرار تعزيز التعاون بين خدمات الصحة البشرية والحيوانية، كما يطلب من سلطات الحياة البرية تعزيز مراقبة أمراض الحياة البرية ومنع تفشي الأوبئة الحيوانية المصدر. ومن الخطوات الرئيسية التي يتعين على البلدان أن تقوم بها هي أن تضع الأطر التشريعية أو الرقابية لرصد الصحة أثناء التجارة بحيوانات الحياة البرية.
كما يتعين على البلدان أن تزيد من استثماراتها في الخدمات البيطرية الوطنية، التي غالباً ما تكون في طليعة إدارة الأمراض الحيوانية المصدر. وهي أساسية للكشف المبكر عند واجهات التفاعل بين الإنسان والحيوان والبيئة، بيد أنها بحاجة إلى التمويل والتدريب على بناء القدرات والنماذج الرقابية التي تيسر التعاون ضمن نهج الصحة الواحدة.
وتحتاج الخدمات البيطرية أيضا إلى استثمارات في هياكلها الأساسية لتحسين استدامة المختبرات البيطرية، ولا سيما تلك التي تشترك في المراقبة. وتعمل مبادرة المختبرات المستدامة التابعة للمنظمة العالمية لصحة الحيوان، بدعم من وزارة الشؤون العالمية في كندا، مع أعضائها على فهم احتياجاتهم في بناء وصيانة تدابير صارمة للأمان البيولوجي والأمن البيولوجي في المختبرات. وكان من نتاج تقييمات الهياكل الأساسية لصحة الحيوان التي تجرى في إطار أداء الخدمات البيطرية في المنظمة العالمية لصحة الحيوان أنها حددت على نحو ثابت الحاجة إلى دعم عمليات ترقية معدات مختبرات صحة الحيوان، ونقل التكنولوجيا، وبناء القدرات. والوكالة نشطة في المساعدة على تلبية هذه الحاجة العالمية البالغة الأهمية.
بالإضافة إلى ذلك، فإن مختبر الإنتاج الحيواني والصحة الحيوانية التابع لمنظمة الفاو والوكالة هو مركز متعاون مع المنظمة العالمية لصحة الحيوان في مجال تقنيات القياس المناعي الإنزيمي (إليزا)* والتقنيات الجزيئية في تشخيص الأمراض الحيوانية. ويشكل بناء القدرات المختبرية ونقل التكنولوجيا عنصرين أساسيين في التصدي للأزمات الصحية العالمية. وقد حددت التجارب السابقة المكتسبة من عمليات التصدي للأزمات الصحية العالمية، والمشاورات مع الخبراء، والدراسات الاستقصائية والتقييمات في الدول الأعضاء، الحاجة إلى النظر بعناية في استدامة المختبرات عند دعم بناء القدرات في المختبرات.
وينبغي لصانعي القرارات أن يعطوا الأولوية لوضع الخطط لإدارة الطوارئ. وفي حين أن معظم أعضاء المنظمة العالمية لصحة الحيوان لديهم خطة وطنية ما للطوارئ، فإن معظم الأعضاء يفتقرون إلى الموارد لتنفيذ عمليات التصدي للطوارئ في المستقبل. ولا يتعين على القادة الالتزام بوض+ع خطط للطوارئ فحسب، بل يتعين عليهم أيضا الالتزام بتمويل تنفيذ هذه الخطط.
سؤال: كيف يمكن للأشخاص المشاركة في نهج الصحة الواحدة؟
جواب: بوسع المواطنين أن يطبقوا نهج الصحة الواحدة في حياتهم من خلال تثقيف أنفسهم بشأن الترابط والاعتماد المتبادل بين الحيوانات والبشر والبيئة، وفهم كيف تؤثر أعمال الناس والسياسات البشرية على صحة الحيوان والبيئة. وعندما يطالب المواطنون بحوكمة صحية جيدة ومتعددة القطاعات، فسيكون لزاما على صناع السياسات أن يجعلوا من نهج الصحة الواحدة أولوية تشريعية.
بالإضافة إلى زيادة وعينا، يمكن لكل واحد منا أن يقوم بأعمال محددة في إطار نهج الصحة الواحدة. إذا رأيت أحداثا غير عادية تتعلق بالحيوانات في منطقة غابية، على سبيل المثال، فعليك أن تبلغ السلطات بذلك لأنه قد يشير إلى تفشي مرض حيواني. وفيما يتصل بمقاومة مضادات الميكروبات، يتعين على الأفراد أن يتبعوا العلاجات بالمضادات الحيوية كما يصفها المهنيون الصحيون، سواء كانت أدوية لأنفسهم أو للحيوانات الأليفة أو لحيوانات المزارع. فذلك يساعد على منع انتشار البكتيريا المقاومة للعقاقير. يستطيع أصحاب الكلاب، مثلا، أن يلتزموا بالممارسات المسؤولة لامتلاك الكلاب، وبناء الوعي بالسلوكيات الخطرة المتعلقة بالسُعار الذي تنقله الكلاب وضمان تطعيم حيواناتهم الأليفة.
ومع ازدياد انتقال الناس والسلع، يصبح بوسع الأفراد أن يفهموا بشكل أفضل بصمتهم الكربونية وكيف تؤثر تصرفاتهم على البيئة والحيوانات وعلى الناس من حولهم. كل خطوة فردية تقرب كوكبنا من مستقبل أكثر صحة.
*القياس المناعي الإنزيمي