الأمن النووي يشملنا جميعاً
Monika Shifotoka
التنوُّع والشمولية مسألتان بالغتا الأهمية عند معالجة أوجه عدم المساواة النُّظُميّة، وكلاهما يؤديان دوراً حاسماً في تعزيز القدرات في مجال الأمن النووي. وإرساء دعائم بيئات عمل أكثر تنوعاً وإنصافاً وشموليةً لا يحسّن الفعالية التنظيمية فحسب، بل يعزّز أيضاً الابتكار وقدرة التغلب على المصاعب.
ووفقاً لوكالة الطاقة النووية، مثّلت النساء 28,8 في المائة فقط من التعيينات الجديدة في القوى العاملة بالقطاع النووي في عام 2023. وفي المقابل، ارتفع عدد النساء في الفئة الفنية والفئات العليا بالوكالة الدولية للطاقة الذرية من 30 في المائة إلى 46 في المائة تقريباً منذ كانون الأول/ديسمبر 2019.
وتقول ليدي إيفرار، نائبة المدير العام للوكالة ورئيسة إدارة الأمان والأمن النوويَّيْن: "في مجال الأمان والأمن النوويَّيْن، المساواة بين الجنسين ليست مجرّد مُثل عُليا نرنو نحوها - بل هي حجر الزاوية لقوتنا الجماعية. ووجهات النظر المتنوعة تثري فهمنا. ويُقصد بالشمول توافُر الفرص والموارد على قدم المساواة وضمان ذلك، وستسهم مثل هذه الجهود في نجاح عمل الأمان والأمن النوويَّيْن".
وعلى وجه التحديد في مجال الأمن النووي، ثمة افتقار ملموس في التنوُّع من حيث التكافؤ بين الجنسين، ومردُّ ذلك إلى عدم كفاية المعلومات والنفاذ والفرص. وتُمثَّل النساء المهنيات تمثيلاً ناقصاً في مجال الأمن النووي، بما في ذلك في المناصب والأدوار القيادية المتصلة بالعلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.
ولمعالجة هذه المسألة، أنشأت الوكالة مبادرة المرأة في مجال الأمن النووي (WINSI)، التي تشجّع بطريقة نشطة على المساواة بين الجنسين في مجال الأمن النووي. وتهدف المبادرة المذكورة، التي أُطلقت في آذار/مارس 2021، إلى دعم المساواة بين الجنسين في كلّ من الوكالة الدولية للطاقة الذرية وأوساط الأمن النووي العالمية.
وتضيف إيفرار قائلة: "لا غنى عن الأمن النووي للاستخدامات السلمية للعلوم والتكنولوجيا النووية التي يحتاجها العالم - لمواجهة التحديات الملحّة مثل تغيُّر المناخ وتزايد عبء السرطان. ويمكن لقوى عاملة متنوعة ومؤهَّلة أن تجلب الإبداع والابتكار لصَوْغ حلول تكنولوجية وعلمية، من أجل الاستمرار في تعزيز إطار الأمن النووي العالمي". وفي شعبة الأمن النووي التابعة للوكالة، ارتفع عدد النساء في الفئة الفنية من 35 في المائة إلى ما يقرب من 65 في المائة بين عامَي 2021 و2024.
قوى عاملة متنامية في مجال الأمن النووي
مِن بين الجهود التي تبذلها الوكالة لمعالجة نقص تمثيل المرأة في الميدان النووي برنامج المنح الدراسية ماري سكلودوفسكا-كوري التابع للوكالة الذي يقدّم منحاً دراسية وتدريباً داخلياً لطالبات درجة الماجستير في الميدان النووي، وبرنامج ليزا مايتنر الذي يوفّر للمهنيات في بداية ومنتصف حياتهن المهنية فرصاً للنهوض بمهاراتهن التقنية والقيادية.
ومع تزايُد عدد البلدان التي تتبنى العلوم والتكنولوجيا النووية لأغراض الطاقة النظيفة ورعاية مرضى السرطان والصناعة والبحوث يتنامى دور الأمن النووي. ولا يمكن التصدي للتحدّي المتمثل في إنشاء القوى العاملة اللازمة في مجال الأمن النووي إلا عبر تسخير نقاط القوة الجماعية. وتعمل برامج الوكالة ومبادراتها على سدّ الفجوة بين الجنسين في المجال النووي وتمكين المزيد من النساء والشباب من العمل في مهن، بما في ذلك في مجال الأمن النووي.
ويقول أليكس بارو، قائد فريق التطوير للحكومة والأمن والقدرة على التأقلم بمؤسسة حلول النقل النووي (NTS): "ثمة أدلة على أن توسُّع التنوع إنما يحسّن عملية صُنع القرار، وأن المنظمات ذات القوى العاملة الأكثر تنوعاً تميل نحو تحقيق أداء أفضل. ولا يختلف الأمر عن ذلك في المجال النووي - فإذا ما أردنا بناء مستقبل آمن للتكنولوجيات النووية السلمية، يجب أن ندرجَ وجهات نظر متنوعة من أجل إدخال أفكار جديدة ومبتكرة وتبني مقاربة مختلفة إزاء الطرق القائمة لإنجاز الأشياء".
وتُعَدُّ التكنولوجيا النووية وسيلةً ناجعةً لدفع عجلة التنمية الاجتماعية والاقتصادية وضمان توظيف الشباب وكذلك ضمان قابليتهم للتوظيف.
تمكين الشباب في مجال الأمن النووي
لدى الوكالة أيضاً برامج تواصل خارجي تستهدف الطلبة والمهنيين في بداية حياتهم المهنية للترويج لمهن في الميدان النووي وتعزيز التطوير المهني. ومِن أحدث المبادرات مبادرة "وفد الأمن النووي من أجل المستقبل" التي أُعلن عنها في إطار جهود الوكالة الرامية لزيادة تمثيل الشباب في المؤتمر الدولي المعنيّ بالأمن النووي لعام 2024: التخطيط للمستقبل (ICONS 2024) ودعت الشباب المتخصصين في مجال الأمن النووي لاكتساب خبرات حقيقية في القيادة والدبلوماسية والأمن النووي الدولي. وأتاحت مبادرة "وفد الأمن النووي من أجل المستقبل" للمشاركين الأصغر سناً فرصة الاطلاع على الأمن النووي والتعاون فيه والإسهام بالنهوض به على المستوى الدولي، مع تزويدهم بفرص للتواصل مع أقرانهم وقادة الصناعة وواضعي السياسات من جميع أنحاء العالم.
وتقول ديانا مافي، عضو مبادرة "وفد الأمن النووي من أجل المستقبل"
من تنزانيا: "إشراك المهنيين الشباب في المناقشات والمبادرات المهمة يمكن أن يسرّع عجلة التقدم على صعيد الأمن النووي العالمي من خلال طرح وجهات نظر جديدة إضافية وإضفاء الحيوية في النقاش".
وتجسد هذه المبادرات والبرامج التزامَ الوكالة بالشمولية في مجال الأمن النووي، وتؤكد أن هذه المسألة البالغة الأهمية إنما تتخطى الجنسانية والحدود والقطاعات والأجيال.