مرحلة كوفيد-١٩ وما بعدها
يمكن رؤية التأثير الفعلي لمبادرة الاستخدامات السلمية في المساعدة المُقدَّمة للدول الأعضاء في مكافحة جائحة كوفيد-١٩ العالمية. فتميُّز مبادرة الاستخدامات السلمية بالخفة والمرونة جعلها قناة هامة للغاية لاستكمال ميزانية الوكالة وتقديم الدعم بسرعة. ومن خلال مبادرة الاستخدامات السلمية، قدمت اليابان ٤ ملايين يورو في أيار/مايو ٢٠٢٠ للوكالة لمساعدة الدول الأعضاء في مكافحة جائحة كوفيد-١٩. ومن أصل المبلغ الإجمالي، تم تخصيص ٣ ملايين يورو لأطقم الكشف عن الفيروس ولوازم المختبرات ذات الصلة للدول الأعضاء المحتاجة. أما المبلغ الآخر بقيمة ١ مليون يورو، فسيُستخدم بما يتوافق مع مبادرة العمل المتكامل للأمراض الحيوانية المصدر (زودياك)، وهي مبادرة جديدة وضعتها الوكالة لمكافحة كوفيد-١٩ والأمراض الحيوانية الأخرى، التي تنتشر من الحيوانات إلى البشر.
ولقد كانت مبادرة الاستخدامات السلمية كذلك وسيلة لتقديم الدعم لبرنامج المنح الدراسية ماري سكلودوفسكا-كوري التابع للوكالة، والذي يهدف إلى تشجيع النساء على ممارسة مِهَنٍ في العلوم والتكنولوجيا النووية، أو الأمان والأمن النوويين، أو عدم الانتشار النووي. ونظراً لأن البرنامج ليس جزءاً من الميزانية العادية للوكالة أو ممولاً من صندوق التعاون التقني، فقد قرَّرت اليابان تقديم مساهمة إضافية لمبادرة الاستخدامات السلمية بقيمة ٥٠٠٠٠٠ يورو لدعم هذه المبادرة الهامة بشكل مباشر بقيادة المدير العام للوكالة رافائيل ماريانو غروسي.
ومع أن معظم الدعم الوارد من خلال مبادرة الاستخدامات السلمية هو دعم يأتي من الحكومات، إلا أنَّ القطاع الخاص يمكنه أيضاً استخدام هذه المبادرة لتقديم المساهمات. ففي تشرين الأول/أكتوبر ٢٠١٧، تبرعت الشركة اليابانية شيمادتسو كوربوريشن بمعدات لقياس الطيف الكتلي، وقدَّمت الدعم التقني لتطوير أساليب استخدام هذه المعدات، من خلال مبادرة الاستخدامات السلمية. وقد فتح ذلك الباب أمام تقديم مساهمات عينية في مبادرة الاستخدامات السلمية.
وتَعتبر اليابان أن مبادرة الاستخدامات السلمية ضرورية وتعتزم مواصلة دعمها الكامل لها كأداة هامة لتعزيز أنشطة الوكالة والترويج للاستخدامات السلمية للطاقة النووية. ومن شأن الدعم الإضافي والأوسع نطاقاً لمبادرة الاستخدامات السلمية من الدول الأعضاء في الوكالة والأطراف الأخرى ذات الصلة أن يعزِّز قيمة هذه الأداة المفيدة ويزيد من توسيع نطاق الأثر الإيجابي للتطبيقات السلمية للتكنولوجيا النووية.