ويستخدم الهيدروجين في العمليات الصناعية، من إنتاج الوقود الاصطناعي والبتروكيماويات إلى تصنيع أشباه الموصلات وتشغيل المركبات الكهربائية التي تعمل بخلايا الوقود. ومن أجل تقليل التأثير البيئي للإنتاج السنوي لأكثر من ٧٠ مليون طن من الهيدروجين، تتطلع بعض البلدان إلى القوى النووية.
وقال خميس: "على سبيل المثال، إنْ حُوِّلَ ٤٪ فقط من إنتاج الهيدروجين الحالي إلى الكهرباء المولدة نووياً، فسوف يؤدي ذلك إلى تقليل ما يصل إلى ٦٠ مليون طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون كل عام". "وإنْ أُنتُج كل الهيدروجين باستخدام الطاقة النووية، فإننا نكون قد تخلصنا من أكثر من ٥٠٠ مليون طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون سنويًا."
ويمكن أن تقترن مفاعلات القوى النووية بمحطة إنتاج الهيدروجين لإنتاج كلٍّ من الطاقة والهيدروجين بكفاءة في إطار نظام للتوليد المشترك. ولإنتاج الهيدروجين، يُزوّد نظام التوليد المشترك بمكونات إمّا لعمليات التحليل الكهربائي أو للعمليات الكيميائية الحرارية. والتحليل الكهربائي هو عملية تحفيز جزيئات الماء على الانقسام باستخدام تيار كهربائي مباشر ينتج كلاً من الهيدروجين والأكسجين. ويعمل التحليل الكهربائي للماء في درجات حرارة منخفضة نسبيًا تتراوح من ٨٠ درجة مئوية إلى ١٢٠ درجة مئوية، بينما يعمل التحليل الكهربائي بالبخار في درجات حرارة أعلى بكثير، وبالتالي يكون أكثر كفاءة. ويمكن أن يكون التحليل الكهربائي بالبخار مثاليًا للإدماج في محطات القوى النووية المتقدمة المرتفعة الحرارة، حيث تتطلب العملية مدخول حرارة عند حوالي ٧٠٠ درجة مئوية إلى ٩٥٠ درجة مئوية.
ويمكن للعمليات الكيميائية الحرارية أن تنتج الهيدروجين عن طريق إحداث تفاعلات كيميائية مع مركّبات معينة عند درجات حرارة مرتفعة لتقسيم جزيئات الماء. ويمكن أيضًا استخدام المفاعلات النووية المتقدمة القادرة على العمل في درجات الحرارة المرتفعة جدًا لإنتاج الحرارة لهذه العمليات.
وقال خميس: "إن إنتاج الهيدروجين باستخدام دورة الكبريت واليود على وجه الخصوص ينطوي على إمكانات كبيرة يمكن زيادتها من أجل التشغيل المستدام طويل الأمد". "إن تطوير هذه الطريقة باستخدام تصميم مفاعل الاختبارات الهندسية العالي الحرارة الياباني، وتصميمي المفاعل المرتفع الحرارة -النمطي الحصوي القاع٦٠٠ (HTR–PM 600) والمفاعل المرتفع الحرارة-١٠ (HTR-10) الصينيين واعدٌ للغاية، وتواصل المبادرات البحثية الأخرى إحراز تقدم ممتاز."
وتقوم العديد من البلدان الآن بتنفيذ أو استكشاف إنتاج الهيدروجين باستخدام محطات القوى النووية للمساعدة في إزالة الكربون من قطاعات الطاقة والصناعة والنقل. وهي أيضًا وسيلة للاستفادة بشكل أكبر من محطات القوى النووية، ما يمكن أن يساعد في زيادة ربحيتها.
وتقدم الوكالة الدعم للبلدان الراغبة في إنتاج الهيدروجين من خلال مبادرات تشمل المشاريع البحثية المنسقة والاجتماعات التقنية. كما وضعت برنامج التقييم الاقتصادي للهيدروجين، وهو أداة لتقييم اقتصاديات إنتاج الهيدروجين على نطاق واسع عبر الطاقة النووية. وكذلك أطلقت الوكالة دورة تعلُّمية إلكترونية حول إنتاج الهيدروجين من خلال التوليد المشترك للطاقة النووية في أوائل عام ٢٠٢٠.
وقال خميس: "ينطوي إنتاج الهيدروجين باستخدام محطات القوى النووية على إمكانات كبيرة للمساهمة في جهود إزالة الكربون، ولكن هناك عددًا من التحديات التي يجب معالجتها أولاً، مثل تحديد الجدوى الاقتصادية لدمج إنتاج الهيدروجين في استراتيجية طاقة أوسع". "ويتطلب إنتاج الهيدروجين من خلال عمليات التكسير الحراري الكيميائي لجزيئات الماء مفاعلات مبتكرة تعمل في درجات حرارة عالية جدًا، ولا يزال أمام نشر هذه المفاعلات بضع سنوات. وبالمثل، لا تزال عملية التفاعل بين الكبريت واليود تتطلب المزيد من سنوات البحث والتطوير للوصول إلى مرحلة النضج وبلوغ مرحلة التوسع التجاري ". وأضاف أن ترخيص أنظمة الطاقة النووية التي تتضمن تطبيقات غير كهربائية يمكن أن يمثل تحديًا أيضًا.