تضطلع الوكالة بدور مركزي في مساعدة البلدان على ضمان نقل المواد المشعّة على نحو مأمون على الصعيدين الوطني والدولي. وقد وفّرت لوائح أمان النقل الخاصّة بالوكالة على مدى أكثر من ٥٠ عاماً مستوى عالياً من الحماية للناس والبيئة في جميع أنحاء العالم.
لوائح النقل وأحكامها
في عام 1961، نشرت الوكالة أولى لوائحها الخاصّة بالنقل المأمون للمواد المشعّة. وقد تم استعراض هذه اللوائح وتحديثها بانتظام على مدى السنوات الـ ٥٠ الماضية، وهي تُشكّل أساس اللوائح النمطية الدولية التي وضعتها هيئات الأمم المتحدة الأخرى مثل المنظمة البحرية الدولية ومنظمة الطيران المدني الدولي.
وتعتمد الهيئات الرقابية الوطنية متطلَّبات الوكالة وهو ما ينشأ عنه إطار رقابي عالمي قوي. وتقيم لوائح النقل الخاصّة بالوكالة توازناً بين الحاجة إلى مراعاة أوجه التقدّم التقني والخبرات التشغيلية وأحدث مبادئ الوقاية من الإشعاعات، مع الحفاظ في الوقت نفسه على إطار مستقرّ فيما يتعلّق بالمتطلبات الرقابية. وتُجري الوكالة بانتظام استعراضات لهذه اللوائح وذلك بالتشاور مع الدول الأعضاء والوكالات المتخصصة وهيئات الأمم المتحدة المعنية.
تتناول هذه اللوائح جميع فئات المواد المشعّة، التي تتراوح بين المواد ذات النشاط الإشعاعي المنخفض جداً مثل الخامات ومركـّزات الخامات، والمواد ذات النشاط الإشعاعي القوي جداً مثل الوقود المستهلك والنفايات القوية الإشعاع. ويجب تصنيف المواد التي ستـُنقل إلى فئات على أساس مستوى تركيز نشاطها، وإجمالي النشاط بها، وخصائصها الانشطارية (إن وجدت)، والخصائص الخطرة الأخرى ذات الصلة.
وتـُحدّد بعد ذلك متطلبات تغليف الطرود على أساس المخاطر التي تُنذر بها محتويات تلك الطرود، وهي مواد تتراوح بين متطلبات التغليف التجاري العادي (بالنسبة إلى المحتويات ذات المخاطر المنخفضة) ومتطلبات التغليف الذي يفي بالمتطلبات الصارمة التي يقتضيها التصميم والأداء (المحتويات ذات المخاطر الأشد). وتُحدّد كذلك متطلبات معيّنة فيما يتعلّق بتأشير وسائل النقل ووسمها ووضع ملصقات عليها، وبالتوثيق، وحدود الإشعاع الخارجي، والضوابط التشغيلية، وتوكيد الجودة، والإشعار، والموافقة على بعض الأنواع من الشحنات والطرود.