يُستخدم نحو ٧٠ في المائة من الاستهلاك العالمي من المياه العذبة في القطاع الزراعي، بيد أنَّ كفاءة استخدام المياه في العديد من البلدان تقلُّ عن ٥٠ في المائة. وتوفِّر التقنيات النووية والنظيرية بيانات عن استخدام المياه بما في ذلك الفواقد بسبب التبخُّر من التربة، وتساعد على تحديد المواعيد المثلى للري وتحسين كفاءة استخدام المياه.
إدارة المياه الزراعية
تتوقع الفاو أنَّ الاحتياجات العالمية من المياه لأغراض الزراعة سوف ترتفع بحلول عام ٢٠٥٠ بمقدار ٥٠ في المائة حتى تتسنى تلبية الطلب المتزايد على الغذاء بفعل الزيادة السكانية. ويشهد العالم تحوُّل المياه العذبة إلى مورد نادر على نحو متزايد، بسبب الإدارة غير السليمة والاستخدام العشوائي والمناخ المتغير. وتمثِّل ندرة المياه والمشاكل المتعلقة بنوعيتها في العديد من أنحاء العالم تحديًّا خطيراً يتهدَّد الأمن الغذائي والاستدامة البيئية في المستقبل.
ويتطلَّب التصدي لهذه القضايا تحسين إدارة الأراضي والمياه. وبالاشتراك مع الفاو، تساعد الوكالة الدول الأعضاء في تطوير التكنولوجيات القائمة على المجال النووي والأخذ بها من أجل الارتقاء بممارسات إدارة المياه الزراعية إلى المستوى الأمثل، بما يدعم تكثيف إنتاج المحاصيل والمحافظة على الموارد الطبيعية.
الاستعانة بالعلم لتحسين المحافظة على موارد المياه
بغية ضمان الأمن الغذائي والإدارة المستدامة للمياه المستخدمة في الزارعة، ثمة حاجة ملحة لزيادة إنتاجية المحاصيل عن كل قطرة مياه تُستخدم في القطاع الزراعي ومن ثمَّ ضمان زيادة كفاءة استخدام المياه دون أن تكون لذلك آثار سلبية على كمية المياه ونوعيتها عند المصبات.
ويجب أن تستند التحسينات في التعامل مع موارد المياه إلى نهج متكامل إزاء إدارة التربة والمياه والنباتات والمغذيات. وينبغي أن يشمل ذلك تحديد المواعيد المثلى للري والأخذ بنظم الري الأكثر كفاءة، مثل الري بالتنقيط. ويتعيَّن تحسين خصوبة التربة من أجل ضمان ألا يكون نمو المحاصيل مقيَّداً بسبب عقبات تتعلق بالمغذيات أو عقبات مادية وأن يكون من الممكن تحقيق الاستفادة الكاملة من كل قطرة مياه من أجل النمو. ويمكن تحقيق الكفاءة في امتصاص المحاصيل للماء عن طريق تحديد مواعيد الري على أساس الطلب، على نحو يأخذ في الاعتبار احتياجات مختلف المحاصيل من المياه ومراحل نموها والظروف البيئية السائدة.
ويمكن تحسين كفاءة استخدام المياه الزراعية عن طريق التقليل إلى أدنى حد من فواقد الماء بفعل التبخُّر من التربة مقارنة بما يُفقد بسبب نتح النباتات في الحقول. وتوفِّر القدرة على التقدير الكمي للتبخُّر من التربة ونتح النباتات معلومات عن كمية الري اللازمة لأنواع المحاصيل ومراحل النمو المحدَّدة، وتؤدي هذه المعلومات دوراً رئيسيًّا في المحافظة على المياه وإدارتها.
المساهمة التي تقدِّمها التقنيات النووية والنظيرية
تؤدِّي التقنيات النووية والنظيرية دوراً مهمًّا في توفير المعلومات اللازمة لوضع استراتيجيات تحسين إدارة المياه الزراعية:
- تتيح البصمتان النظيريتان للأكسجين-18 والهيدروجين-2 في المياه المأخوذة من المحاصيل الحقلية الوقوف على توزيع مياه الري بين التبخُّر من التربة ونتح النباتات، ومن ثمَّ توفير معلومات ضرورية لتحسين كفاءة استخدام المحاصيل للمياه.
- يُعدُّ قياس رطوبة التربة بالسبر النيوتروني أداة مثالية لقياس نسبة الماء في التربة في المناطق المجاورة مباشرة لجذور المحاصيل، وهو ما يوفِّر بيانات دقيقة عن توافر المياه. وتساعد هذه التقنية على تحديد المواعيد المثلى للري وهي الأداة الأكثر ملاءمة لقياس رطوبة التربة في الظروف الملحية. كما تُستخدم على نطاق واسع لمعايرة أجهزة استشعار الرطوبة التقليدية.
- تُستخدم البصمة النظيرية للنيتروجين-15 لتتبُّع حركة الأسمدة النيتروجينية الموسومة في التربة والمحاصيل والمياه، وهو أمرٌ ضروري لتحديد العوامل التي يمكن أن تؤثر في كفاءة استخدام الأسمدة النيتروجينية وجودة المياه في المناطق الزراعية. تمكِّن البصمتان النظيريتان المجتمعتان للنيتروجين-15 والأكسجين-18 في النترات من تحديد وفصل مصادر التلوُّث بالنترات في أحواض الصرف الزراعي.
- يُستخدم السبر بنيوترونات الأشعة الكونية لتقييم تدفُّقات المياه على مستوى المناطق الطبيعية بهدف وضع استراتيجيات الإدارة المستدامة لاستخدام الأراضي والمياه.