نظام المعلومات البحرية (MARiS)

ومختبر القياس الإشعاعي، ضمن مختبرات البيئة التابعة للوكالة في موناكو، هو من طوّر ويدير قاعدة بيانات نظام المعلومات البحرية وموقعه على الإنترنت.

فمياه البحر، والرواسب، وجميع الكائنات الحية في المحيطات مشعّة بطبيعتها. وبالإضافة إلى ذلك، يحتوي المحيط على كمية ضئيلة نسبياً من النشاط الإشعاعي الناتج عن نشاط بشري المنشأ. والمصادر الرئيسية للنويدات المشعّة البشرية المنشأ تشمل النويدات المشعّة المتساقطة في أغلبها عن تجارب الأسلحة النووية، والانبعاثات الروتينية أو العَرَضية من المرافق النووية. وينتهي المقام بهذه النويدات المشعّة في البيئة البحرية من خلال التصريف المباشر، أو الترسّبات الجوية، أو التصريف من الأراضي. والنويدات المشعّة الموجودة في البيئة الطبيعية يعود أصلها إلى نظام الأرض، ويأتي أغلبها من الصخور والرواسب التي تشكّل قشرة الأرض وأحواض المحيطات. ويُعَدُّ الوصول إلى البيانات المتعلقة بالنشاط الإشعاعي البحري مسألةً أساسيةً لفهم العمليات البحرية الطبيعية وتأثير البشر في البحار والمحيطات.

وتحتوي قاعدة البيانات حالياً على أكثر من ٥٢٨٠٠٠ من قياسات النشاط الإشعاعي البحري، تمثّل أكثر من ١٠٠ من النويدات المشعّة المختلفة أو نِسَب النويدات المشعّة في مياه البحر، والكائنات الحية، ورواسب قاع البحر، والمواد العالقة. وتُستمَدُّ هذه البيانات من الأوراق العلمية المنشورة والتقارير وقواعد البيانات التي أُنشئت ضمن المعاهد أو البرامج العلمية في الدول الأعضاء. وعلى موقع نظام MARiS على الإنترنت يمكن للمستخدمين البحث عن البيانات باستخدام معايير مختلفة، منها على سبيل المثال المنظمة الجغرافية، أو نوع العينة، أو النويدات المشعة، أو التاريخ، أو العمق.

ويمكن للدول الأعضاء استخدام البيانات المتاحة في نظام MARiS، بصفته صلة الوصل لجمع معلومات النشاط الإشعاعي البحري، لتقييم توزيعات واتجاهات النويدات المشعّة؛ وتطوير نماذج التشتت؛ وإجراء تقييمات إشعاعية؛ واستقصاء العمليات البحرية (مثل انتقال الكتلة المائية، ودوران الكربون، معدلات الترسُّب)، والتي يؤثر بعضها في التلوث والمناخ.

وبالإضافة إلى العلماء وواضعي السياسات، يمكن استخدام نظام MARiS من جانب عامّة الجمهور للحصول على معلومات موثوقة وسهلة الفهم عن النشاط الإشعاعي في البيئة البحرية.