You are here

المعالجة الإشعاعية تمكّن أصحاب الأعمال التجارية الصغيرة في ماليزيا من الدخول إلى سلاسل القيمة العالمية

من مجلة الوكالة الدولية للطاقة الذرية
,

سوف تُستخدم مثل هذه الكابلات المنتَجة في شركة Wonderful Ebeam Cable في مقصورة المحرك للسيارات.  وهي تُصنَّع مقاومة للحرارة ومثبِّطة للنار باستخدام التشعيع.

(الصورة: ميكلوس غاسبر، الوكالة الدولية للطاقة الذرية)

 ترغب العديد من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الحجم في الانضمام إلى سلسلة التوريد العالمية بغية مضاعفة فوائد العولمة وزيادة عائداتها. وفي العادة تُعدُّ تلبية متطلبات الجودة التي وضعتها الشركات متعددة الجنسيات التي هي على رأس سلاسل القيمة المذكورة أمراً صعباً على المؤسسات الصغيرة والمتوسّطة الحجم العاملة وفق ميزانية هزيلة.    وتقوم الوكالة النووية في هذا البلد، نيوكلير ماليزيا، بدورها من أجل المساعدة.

وبفضل دعم نيوكلير ماليزيا صارت شركة أول مؤسسة صغيرة ومتوسطة الحجم في البلد لتوريد الكابلات لقطاع صناعة السيارات المنتعش في ماليزيا.  وقال إير تشان تشانغ تشوي المدير الإداري في الشركة: "باستخدام التكنولوجيا الإشعاعية، صرنا قادرين على تحسين خط الإنتاج وتلبية متطلّبات صانعي السيارات."  "وقد أتاح لي ذلك تنمية أعمالي التجارية والرفع من عدد القوى العاملة."

ونظراً لدرجات الحرارة المرتفعة داخل المحركات، فإن الكابلات المُستخدمة في مقصورة المحرك من السيارة يجب أن تكون مقاومة للحرارة واللهب للتأكّد من أنها، وكذلك السيارة، لن تشتعل فيها النيران.   ومن أجل تحسين مقاومة الحرارة وتثبيط اشتعال اللهب داخل في عوازل الأسلاك النحاسية ، يجب ربط البوليمرات الخاصة بها  تصالبياً ما يشكّل شبكة من سلاسل بوليمرات متراصّة ومحزمة بإحكام شديد (انظر مربع العلوم).   وتزيد المادة العازلة المترابطة تصالبياً من درجة حرارة خدمة الكوابل؛على سبيل المثال، من ٧٥ درجة مئوية في حالة الكلوريد المتعدد الفاينيل العادي (أوPVC) إلى ١٠٠ درجة مئوية بالنسبة للكلوريد المتعدد الفاينيل المترابط تصالبياً.

(الصورة: ميكلوس غاسبر، الوكالة الدولية للطاقة الذرية)

وعلى الرغم من أن الربط التصالبيّ يمكن القيام به باستخدام المواد الكيميائية فإن هذه العملية تحتاج درجات حرارة عالية.  ويقود البديل، أي تشعيع البوليمرات، إلى تشكّل روابط دائمة بين سلاسل البوليمرات في درجة حرارة الغرفة، وهو ما يتطلب تكاليف تشغيل أقلّ. 

ولا يوجد في ماليزيا مؤسسة من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الحجم تملك التكنولوجيا الجاهزة لتقوم بهذا التشعيع، كما أنّ المصارف  تُحجم عن منح القروض من أجل شراء معدات التشعيع، كما قال تشانغ تشوي.   "هذه الآلات باهظة الثمن، والمصارف لا تقبل المعدات في حد ذاتها كضمان لأنها، نظراً لعدم وجود سوق للبضائع المستعملة لمعدات التشعيع، لا تستطيع أن تبيع هذه المعدّات إن أفلست شركتي." 

بيد أن نيوكلير ماليزيا تقوم بتشعيع منتجات الشركات الصغيرة الحجم مثل شركة تشانغ تشوي مقابل رسوم صغيرة. 

وقال ذو الكافلي غزالي، مدير تكنولوجيا المعالجة الإشعاعية في نيوكلير ماليزيا: "إن صناعة السيارات قد عُرفت منذ وقت طويل على أنها واحدة من القطاعات الرئيسية نحو تحقيق طموح ماليزيا لتصبح دولة صناعية بحلول ٢٠٢٠،"  "وهذا يتطلب قدرات محلية في مجال صناعة الكابلات". وعبر هذا الدعم، تؤدي الوكالة النووية دورها في دعم الخطة الرئيسية للحكومة بشأن المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الحجم لتسريع نمو هذه المؤسسات ورفع مساهمتها في الاقتصاد من٣٢% من الناتج المحلي الإجمالي في ٢٠١٠ إلى ٤١% بحلول عام ٢٠٢٠. 

وتقوم شركة Wonderful Ebeam Cable بشحن منتجاتها إلى مرفق التشعيع في نيوكلير ماليزيا ثلاث مرات أسبوعياً.  وبعد أيام قليلة، تُعاد الكابلات وتكون جاهزة لشركات تصنيع السيارات.

وتعمل نيوكلير ماليزيا مع العديد من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الحجم في مجالات مختلفة من المعالجة الإشعاعية،  باستخدام الإشعاع المؤين مثل أشعة غاما والحُزم الإلكترونية لتغيير الخصائص الفيزيائية والكيميائية والبيولوجية للمواد بما يزيد نفعها وقيمتها أو يقلِّص أثرها في البيئة.    ويُستعمل الإشعاع المؤيّن على نطاق واسع لتحوير المواد البلاستيكية والمطاطية، وتعقيم الأدوات الطبية والمنتجات الاستهلاكية، وحفظ الغذاء، والحدّ من التلوّث  البيئي. 

ولقد استفاد علماء نيوكلير ماليزيا من مشاريع الوكالة العديدة للتعاون التقني وكذلك مشاريع البحوث التعاونية، والتي بفضلها تمكّنوا من إتقان التكنولوجيات المستخَدمة في المعالجة الإشعاعية عبر العمل مع الخبراء من كافة أنحاء العالم.  وقال غزالي: "تساعد الوكالة على تحويل الخبرة الدولية إلى خبرة محلية".

كما تساعد الوكالة الدول الأعضاء على تعزيز قدرات اعتماد  التقنيات القائمة على الإشعاعات التي تدعم عمليات صناعية أنظف وأكثر أماناً.  وقد شاركت نيوكلير ماليزيا في العديد من هذه المشاريع، اعتُرف بها منذ ٢٠٠٦ كمركز متعاون مع الوكالة في مجال المعالجة الإشعاعية للبوليمرات الطبيعية والمواد النانوية. 

نُشر هذا المقال في مجلة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، عدد آذار/مارس ٢٠١٨

موارد ذات صلة

للتواصل معنا

الرسالة الإخبارية