You are here

ذباب أقلّ وفواكه أكثر في بساتين غور الأردن

,

أحمد أبو صيام، المشرف على مرفق التفريخ الخاص بتقنية الحشرة العقيمة، أثناء فتح كيس الخادرات المغلق وصبِّ الخادرات في حاوية تجميع، حيث تؤخذ منها عينات صغيرة لإجراء اختبارات مراقبة الجودة عليها. (الصورة من: دين كالما، الوكالة الدولية للطاقة الذرية)

الشونة الشمالية، الأردن — نجح خبراء محليون في الحدِّ من الضرر الذي تُلحقه ذبابة الفاكهة المتوسطية ببساتين غور الأردن، بفضل استخدام تقنية الحشرة العقيمة المستندة إلى التكنولوجيا النووية — وهي شكل من أشكال مكافحة تناسُل الذباب. حيث يُطلَق ما يزيد على ١.٥ مليون ذبابة عقيمة مرتين أسبوعيًّا في المنطقة المختارة التي تبلغ مساحتها ٤٠٠ هكتار، وهو ما يؤدي إلى كبح تجمُّعات الذباب. وفي الأردن حيث يوجد ٦٠٠٠ هكتار من بساتين الفاكهة، تسبَّب هذا النوع من الذباب بإلحاق الضرر بنسبة تربو على ٦٠ في المائة من بعض محاصيل الفاكهة — ولا سيما الحمضيات والمشمش والخوخ — على مدى عدة سنوات.

وقال صيتان السرحان، رئيس قسم مكافحة الآفات في وزارة الزراعة: "إنَّنا نواجه مشكلة خطيرة، وقد أثبتت تقنية الحشرة العقيمة نجاحها في المنطقة المختارة".

وبدأ إطلاق الذباب البالغ العقيم في عام ١٩٩٨ تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية (الوكالة)، بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) وهيئة الطاقة الذرية الأردنية. وتقع منطقة المزارع المختارة على مساحة ٤٠٠ هكتار في شمال غور الأردن، وكانت قبل ذلك تُستخدم فيها المبيدات الكيميائية لحماية المحاصيل. انظر هذا الفيديو ومكافحة تناسُل الذباب لمزيد من المعلومات عن تقنية الحشرة العقيمة.

وقال المزارع موفق بشتاوي: "لقد استفادت مزرعتي كثيرًا من المشروع، وصارت الفواكه عندي آمنة من هذا الذباب البائس الذي كان يدمِّر مصدر رزقنا فيما مضى". وأضاف قائلاً: "إنَّ العمل في هذه المنطقة في درجات حرارة مرتفعة ومناخ جاف يثير التحديات، ولكنَّني أعتبر أنَّ إحدى المشاكل الكبرى قد حُلَّت — فقد أدت ’التكنولوجيا الجديدة‘ إلى القضاء على الأضرار التي كانت تتسبب فيها ذبابة الفاكهة المتوسطية وصار بستاني في حالة من الازدهار".

وقد شهدت مزرعة الحمضيات التي يملكها بشتاوي تعافيًّا ملحوظًا، حيث أدى إطلاق الذباب العقيم إلى الحد من أعداد الذباب. بيد أنَّ بشتاوي أضاف: "إنَّني آمل أن يكون بوسعنا أن نقضي على ذبابة الفاكهة تمامًا في غور الأردن بالاستعانة بتقنية الحشرة العقيمة، حتى تعمَّ الفائدة على جميع المزارعين".

واستناداً إلى النجاح الذي حققه المشروع التجريبي، قررت السلطة الوطنية الأردنية توسيع الرقعة التي ستشملها مكافحة الذبابة المتوسطية لتشمل المناطق الواقعة شمال غور الأردن، وفقاً لما ذكره السيد السرحان. وأضاف أنَّه: "عن طريق تطبيق تقنية الحشرة العقيمة في المنطقة المختارة، بالاقتران مع أساليب مستدامة أخرى لمكافحة الآفات، تمَّ كبح تجمُّعات الذباب، وهو ما أدَّى إلى التقليل من الخسائر في الفواكه".

من المختبر إلى الحقل: مكافحة الآفات بالآفات

قدَّمت الوكالة الدعم للأردن من أجل إنشاء "مرفق للتفريخ" في بلدة "الكريمة"، حيث يجري إنتاج واستقبال الخادرات العقيمة الواردة من إسرائيل المجاورة. ويُستخدم هذا المرفق المختبري في مناولة ذكور الذباب العقيمة وإطلاقها في مناطق زراعية مختارة في غور الأردن. ويجري تسليم ما يزيد على ١.٥ مليون من الخادرات لإطلاقها فوق مزارع الحمضيات المختارة.

المزارع موفق بشتاوي في بستان الحمضيات الذي يملكه، والذي استفاد من تنفيذ تقنية الحشرة العقيمة لمكافحة ذبابة الفاكهة المتوسطية. (الصورة: دين كالما، الوكالة الدولية للطاقة الذرية)

وقال أحمد أبو صيام، المشرف على مرفق التفريخ الخاص بتقنية الحشرة العقيمة، إنَّ "الإطلاق يجري مرتين أسبوعيًّا"، وأضاف أنَّ "الوكالة قد وفَّرت أيضًا جميع المعدات لهذا المختبر الذي يساعدنا على خدمة مزارعينا من أجل الوصول إلى أفضل فواكه ممكنة".

وفي المرفق، يُضطلع بجميع الأعمال التحضيرية اللازمة لضمان أنَّ مخزون الخادرات جاهز لتفريخ الحشرات البالغة العقيمة وإطلاقها في الوقت المناسب. ويشمل ذلك اختبار جودة الخادرات الواردة، ووضعها في أكياس ورقية لفترة حضانة مدتها ستة أيام في غرفة انتظار إلى حين "تفريخ" الذباب العقيم. وفور جاهزية الذباب للإطلاق، تُعلَّق الأكياس التي تحتوي على الحشرات البالغة العقيمة على أشجار الفواكه في حالة الإطلاق الأرضي، أو يجري إطلاقها عن طريق الهواء لتتزاوج مع إناث الذباب البرية.

العملية

تَرِدُ الخادرات المشععة أسبوعيًّا إلى مرفق التفريخ الأردني الخاص بتقنية الحشرة العقيمة. ويجري فتح الأكياس، التي يحتوي كل كيس منها على نحو ٧٠٠٠ خادرة، وتُصبُّ محتوياتها في حاوية تجميع، وتؤخذ منها عينات صغيرة لإجراء اختبارات مراقبة الجودة عليها.

وتنطوي العملية أيضًا على تحضير مزيج غذائي سائل من الأغار والماء والسكر، يصبُّ بعناية في أحواض مسطحة من الزجاج الليفي حتى يتصلب. وفور تصلُّب الأغار، يُقطَّع ويوضع في أكياس الخادرات كغذاء للحشرات البالغة العقيمة بعد تفريخها. وبعد ذلك تُغلق الأكياس وتوضع في غرفة الانتظار لتحقيق النتيجة اللازمة — "ميلاد" الذباب العقيم.

ويُنقل الذباب الحديث التفريخ في الصباح الباكر إلى أماكن الإطلاق المحددة مسبقًا. ويُضطلع بالرصد بمساعدة مصائد للذباب توضع على الأشجار بُغية التحقُّق بصفة أسبوعية من عدد الذباب الذي يعلق بتلك المصائد – وما إذا كان ذبابًا بريًّا أو عقيمًا.

وقد استُهل مشروع الوكالة، بدعم من حكومة الولايات المتحدة، مع الأردن وإسرائيل والسلطة الفلسطينية في عام ١٩٩٨ لمكافحة ذبابة الفاكهة باستخدام تقنية الحشرة العقيمة.

للتواصل معنا

الرسالة الإخبارية